نرجس کنجي؛ مجيد صادقي مزيدي
المجلد 8، العدد 21 ، مارس 1433، ، الصفحة 21-40
المستخلص
من المشهور أن مکافحة الاستعمار الغربي من أهم ما اشتغل به الشاعر العربي في بدايات العصر الحديث؛إذ طغت هذه الظاهرة المشؤومة علي کثير من الأقطار العربية وتأثر المجتمع العربي بها في الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية، فوقف کثير من الشعراء والأدباء أمام الحوادث الطارئة والمستجدات التي أثّرت سلباً علي بلادهم، ومن جراء ذلک نُفوا ...
أكثر
من المشهور أن مکافحة الاستعمار الغربي من أهم ما اشتغل به الشاعر العربي في بدايات العصر الحديث؛إذ طغت هذه الظاهرة المشؤومة علي کثير من الأقطار العربية وتأثر المجتمع العربي بها في الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية، فوقف کثير من الشعراء والأدباء أمام الحوادث الطارئة والمستجدات التي أثّرت سلباً علي بلادهم، ومن جراء ذلک نُفوا وسُجنوا وتحملوا المصائب والمشاق؛ منهم محمود سامي البارودي الذي ذاق ألم الفراق والغربة زهاء سبع عشرة سنة في سرنديب، وتبلور هذا الاغتراب بشکل بارز في اللفظ والمعني والأساليب التي اتخذها الشاعر في شعره.
ومن أهم الأغراض التي تطرق إليها البارودي في شعره هي الفخر والحماسة، وکأنهما کانا اللبنة الأساس في بناء کثير من قصائده، وبجانب ذلک فقد نوّع في ذکره للوطن حيث يمکن للمرء أن يعتبر الحنينَ إلي الوطن والشعر السياسي عنده غرضين مستقلين والعاطفة الصادقة المنبعثة من الغربة والنفي هي من أهم مميزات هذه القصائد؛ إذ تعتبر محوريةً بين موضوعاته حيث تجعل الکثير من شعره علي وتيرة واحدة. أمّا الخصائص الفنية في شعره، فتمثلت في طول الأشعار ووحدة الموضوع والصدق والسهولة والتکرار.
لقد اعتمد هذا البحث علي التحليل الموضوعي لأدب البارودي ورکّز علي ما نجده في شعره من صور الاغتراب والحنين استکشافاً لتاثيرات النفي والغربة في أفکار الشاعر ومضامين شعره.